! مضاعفات السكري - محطة تحذير للوقاية من الخطر

ما هو داء السكري؟ هو مرض مزمن يصيب البالغين والصغار. يحدث نتيجة فقدان الجسم لقدرته على التحكم بمستويات السكر في الدم "الجلوكوز" وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجلوكوز هو مصدر الطاقة الرئيسي للمخ و للخلايا التي تتكون منها العضلات والأنسجة. وعندما يفقد الجسم سيطرته على سكر الدم فإنَّ العديد من وظائف الجسم تتعطل وتتبعها مشاكل صحية حرجة .
diabetes
هناك نوعان رئيسيان لمرض السكري، والتي يكون سكر الدم مرتفعًا في كليهما: النوع الأول: تعود أسباب الإصابة به إلى عوامل وراِثية أو عوامل بيئية أو أمراض ذاتية المناعة، تبدأ أعراض الإصابة بالظهور فجأة، في أي مرحلة عمرية. في هذا النوع يُنتج البنكرياس كميات قليلة من الأنسولين أو يتوقف عن إنتاجه تمامًا، وهو الهرمون المسؤول عن معالجة الجلوكوز في الجسم بشكل طبيعي، ويتمثل علاج هذا النوع من المرض في تلقي الأنسولين مدى الحياة. النوع الثاني: وهو الأكثر شيوعًا، ويبدأ بالظهور عند الأفراد بعد تجاوز سن الثلاثين عادة، وتزداد فرص الإصابة به مع تقدم العمر. ويُعرف هذا النوع باسم "مقاومة الأنسولين"، ويرجع ذلك لعجز الجسم عن استخدام الأنسولين بشكل طبيعي، رغم استمرار البنكرياس بإنتاج كميات كافية منه، وبالتالي تضعف قدرة الجسم على استخدام مصدر الطاقة الذاتي "الجلوكوز" بشكل فعَّال. ويجب الإشارة إلى أنَّ البدانة تعتبر واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالنوع الثاني من السكري، ويعود ذلك إلى أنَّ ما بين ٨٠-٩٠ ٪ من المصابين بهذا النوع يعانون من زيادة الوزن. مضاعفات لا يمكن تجاهلها! كما هو الحال في العديد من الأمراض الشائعة التي لا تقف عند حد معين، يتطور داء السكري عند المصابين به تدريجيًا مع مرور الوقت، وعند الاستهانة بالرعاية الصحية اللازمة له يلتهم المرض كل ما هو سليم في الجسد، مسببًا مضاعفات تهدد حياة المصابين على المدى القريب أو البعيد. تتمحور معظم هذه المضاعفات كأثر مباشر لما يسببه داء السكري من تلف للأوعية الدموية وانسدادها وإعاقة جريان الدم بها، مسببةً اضطرابات وعطل في العديد من وظائف الأعضاء، ولعل أهمها ما يلي: ١. اضطرابات القلب والأوعية الدموية: تؤدي المستويات المرتفعة من السكر في الدم إلى تلف وسد الأوعية الدموية التي تتحكم في القلب، حيث تصبح غير قادرة على أداء مهامها الوظيفية في نقل الدم من وإلى القلب ومنع وصول الأكسجين للقلب. وهذا بدوره يعرض الشخص المصاب لمخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ومن أشهر أمراض القلب لدى مصابي السكر هي امراض التصلب العصيدي، اعتلال عضلة القلب و فشل القلب. يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب بمقدار الضعف عند مرضى السكر البالغين مقارنةً بغير المرضى، وبالسكتات الدماغية بمقدار ٢ إلى ٤ مرات لدى مرضى السكر مقارنةً بغير مرضى السكر . ٢. تلف الأعصاب: ارتفاع سكر الدم يزيد من احتمالية الإصابة بالخلل والتلف في جدران الأوعية الدموية الدقيقة "الشعيرات الدموية" التي تُغذي الأعصاب خاصةً عند أطراف أصابع القدم أو اليدين لدى الشخص المصاب، وإهمال هذه الحالة وتركها بدون علاج يزيد الوضع تدهورًا فيفقد الشخص المصاب بدايةً الإحساس في الأطراف المصابة، ومن ثم تحدث التهابات إذا لم تُعالج تؤدي لموت الأنسجة و بتر الطرف المصاب "الغرغرينا" . ٣. تلف العينين أو "اعتلال الشبكية": هي إحدى المضاعفات التي يتعرض لها مرضى السكر ؛ نتيجة فقد التحكم في مستويات السكر في الدم، وبالتالي انسداد الأوعية الدموية الدقيقة التي تُغذي شبكية العين وقطع إمدادها بالدم، ويصاب المرضى في البداية بمشاكل طفيفة في الإبصار، ومع مرور الوقت تتفاقم هذه المشكلة لتصل في النهاية للإصابة بفقدان البصر تمامًا، أو إعتام عدسة العين والزَّرَق (المياه الزرقاء) . ٤. اعتلال الكلى: عادةً ما يرافق المصابين بارتفاع مستويات السكر بالدم ارتفاع ضغط الدم، والذي يؤثر بشكل مباشر على وظائف الكلى الأساسية، نتيجة خلل في نظام الفلترة الدقيق للأوعية الدموية التي تحتوي عليها الكليتان والمسؤولة عن تنقية الفضلات من الدم، وهنا تُصبح الكلية عاجزة عن التخلص من السوائل وإخراج الفضلات من الجسم، فيتسبب ذلك بحدوث الفشل الكلوي في نهاية المطاف، والذي يحتاج لغسيل أو زرع كلى . ٥. ضَعْف السمع الحسي العصبي: يؤدي تلف الأوعية الدموية والأعصاب المرافق لمرض السكر بالتأثير على الأعصاب بشكل عام ومنها عصب السمع. يُحدث تلف أعصاب الأذن الداخلية وعجزها عن نقل الإشارات للمخ ضعفًا تدريجيًا في السمع، قد لا يلاحظه بعض مرضى السكر، ولكنه يؤدى لفقد حاسة السمع تمامًا في بعض الحالات. أسلوب حياة صحي. تقع المسؤولية الكبرى للتعامل مع داء السكري على عاتق الأفراد المصابين تجاه أجسادهم وصحتهم وحياتهم، والتي تتطلب منهم بذل القليل من الجهد والالتزام باتباع خطة محكمة ذات جدوى عظيمة للوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها السكري. ويعتبر اختيار نموذج صحي سليم للحياة هو الحل الأمثل للنجاة من خلال تغيير بعض السلوكيات والعادات السيئة المرتبطة بالمرض، ويمكن ان تتلخص في الاتي: ١. مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم؛ لضمان المحافظة على مستوياتها قريبة من النسبة الطبيعية قدر الإمكان. ٢. تنظيم الزيارات الطبية والفحص المستمر بمعدل ٤ مرات سنويًا على الأقل، والالتزام بالوصفات الطبية واتباع تعليمات الطبيب. ٣. اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على تقليل السعرات الحرارية، من خلال تقليل السكريات والكربوهيدرات والدهون التي تعمل على رفع مستويات السكر في الدم، والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف. ٤. الرياضة والأنشطة البدنية التي تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على وزن المصابين، وتُحسن الحالة النفسية لهم. ٥. الإقلاع عن التدخين، وذلك لتجنب ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي تحسين وظائف الرئة وأداء القلب، وتقليل فرص الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية. ٦. محاربة التوتر والإجهاد، وذلك من خلال تغيير العادات الروتينية السيئة للتعامل مع ضغوط الحياة، واستبدالها بطرق فعَّالة تتسم بالهدوء والراحة، بالإضافة لممارسة التأمل بشكل مستمر، مما يُساعد على تجنب ارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة التوتر والإجهاد. ٧. التحكم في مستويات الكوليسترول في الدم، وذلك من خلال تجنب الإفراط في تناول المواد الغذائية مرتفعة الدهون. ٨. الانتباه لأي مؤشرات تنذر بوجود مضاعفات خطرة مثل: التهابات اللثة، الجروح والبثور في القدم، الرؤية الضبابية لأكثر من يومين، كثرة التبول وتشنجات الساق.
diabetes
في النهاية: علينا أنْ نتذكر دائمًا أنَّ الصحة هي أعظم هبة من الله للإنسان، وبدونها نفقد قيمة وجودنا، لذلك نحن مُلزمون بالحفاظ عليها.

مشاركة